responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي    جلد : 1  صفحه : 250
الحكيم وان الشقي الخاسر من عصى ربه العليم ثم بين انهم مثابون على ذلك الثبات والاتباع وان ذلك غير ضائع منهم فقال وَما كانَ اللَّهُ مريدا لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ اى ثباتكم على التصديق بجميع ما جاء به النبي عليه السلام من غير ان ترتابوا في شىء من ذلك إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ متعلق برؤف لَرَؤُفٌ اى ذو مرحمة عظيمة لهم حيث نقلهم برحمته من ذلك الى هذا وهو أصح لهم رَحِيمٌ يغفر ذنوبهم بالايمان وإيصال الرزق: قال السعدي
فرو ماند كانرا برحمت قريب ... تضرع كنانرا بدعوت مجيب
- روى- انه أخذ بعض أمراء الكفار وكان جائرا قاتلا في زمن داود عليه السلام فصلب فوق الجبل عشاء ورجع الناس الى منازلهم وبقي هذا على الخشبة وحده وتضرع الى آلهته فلم يغنوا عنه شيأ ثم رجع الى الله وقال أنت الله الحق أتيت إليك لتغيثنى برحمتك قال الله تعالى يا جبريل ان هذا عبد آلهته طويلا فلم ينتفع ففزع الى ودعانى فاستجبت له فاهبط الى الأرض وضعه على الأرض في سلامة وعافية ففعل فلما أصبحوا رأوه وهو حى يصلى لله تعالى فاخبروا داود بذلك فدعا الله فيه مستكشفا سره فاوحى الله اليه يا داود انى ارحم من آمن بي ودعانى فان لم افعل فأى فرق بينى وبين آلهته واعلم ان جماعة قد ارتدوا عن الإسلام عند تحويل القبلة لتعلقهم بما سوى الله تعالى وعدم فنائهم في الله ورضاهم بما يجئ عليهم من القضاء فاخذتهم الكدرة كالسيل واما الذين سعدوا سعادة ازلية فلم يتعلقوا في الحقيقة بيت المقدس ولا بالكعبة بل الرب الخالق لهما ولغيرهما وفنوا عن إرادتهم فجاءت ارادة الله لهم كالشهد المصفى فأخذهم السرور والصفا: قال الصائب مهياى فنارا از علايق نيست پروايى نينديشد ز خار آنكس كه دامان بر كمر دارد ذكر ان أبا القاسم الجنيد البغدادي لما رأوه في وادي الوله ظنوا انه مرض او جن فجعلوه في دار الشفاء فزاره بعض من يدعى حبه فقال لهم من أنتم فقالوا نحن احباؤك فرماهم بالأحجار ففروا من عنده وقالوا قد غلب عليه الجنون فقال تدعون الحب بأقوالكم وقد يكذبها أفعالكم فالمحب من اسره ما أصابه من الحبيب فلذلك قد عد أشد البلاء عند الأنبياء والأولياء ألذ من الحلوى فاكتسوا حلل التسليم والاصطبار وغاصوا في لجج المكاشفات والمشاهدات واشتغلوا مع الجنان واللسان بالتوحيد وذكر الملك المنان حتى عدوا الالتفات الى غيره ولو بأكل لقمة من الموانع فلذلك ارتقوا في الفناء والبقاء الى غاية المبتغى ولما قال موسى عليه السلام رب أرني انظر إليك قال يا موسى لن ترانى في البساط الفاني اصبر حتى اجعله باقيا حتى ترانى يا موسى رعيت غنم شعيب عشر سنين اتريد ان ترانى بعبادة أربعين يوما ثم اصطفاه وأعطاه ما أعطاه فلما رجع الى قومه رأى في الطريق الجبل الأعلى فسأل عنه متعجبا فقال الجبل يا موسى كنت ترعى الغنم في وعلى رأسك قلنسوة وفي يدك عصا فالله الذي اصطفاك برسالاته وبكلامه لقد جعلنى الأعلى بفضله وانعامه اللهم اجعلنا على صراطك المستقيم واتباع رسولك الكريم واهدنا التوجه الى كعبة ذاتك والانجذاب إليك والوصول الى مشاهدتك قَدْ لفظ قد فى المضارع للتقليل وقد استعمل هاهنا للتكثير بطريق الاستعارة للمجانسة بين الضدين في الضدية نَرى مستقبل لفظا ماض معنى ومتأخر تلاوة متقدم معنى لانها رأس القصة والمعنى

نام کتاب : روح البيان نویسنده : إسماعيل حقي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست